--------------------------------------------------------------------------------
يا فاشل !
- ما رأيت أغبى منك ؟
- متى ستنجح أيها الأحمق ؟
- كم أنت ممل !
- لا أحد يحبك !
- ما أضعف قدراتك وأكبر أحلامك !
- كم من تجربة خضتها وفشلت فيها ؟!
# لو كنتُ أنا من قالها لك يقيناً لن تسكت لي ! سأفشي لك سراً أخي القارئ ..
أنت
من قيلت له تلك الكلمات !!
وللأسف أن القائل هو ذلك الصوت الذي يسكن داخل
أعماقك وأعماقنا جميعاً وقد امتهن التقليل من ذواتنا
وتحطيمها ! وهو ما أسماه العالم النفساني سيلجمان
بـ ( الناقد الداخلي ) .. وهو الذي يعلو صوته كلما
ضعفت ثقتنا بأنفسنا ..
وإليك شيئاً مما يتصف به ذلك الصوت :
1- أنه غاية في المكر لدرجة أنه يبدو بصورة الناصح الشفيق .. والحقيقة أنه لطبيعة الوحوش
أقرب , لقيامه بتعطيل القدرات , وإضعاف المواهب بصورة تبدو شرعية !
2- قدرته على التلون وتفانيه لخدمة قضيته ( تحطيمك ) , حيث إنه قد يتمثل لك بصوت زميلك
أو زوجتك أو والدك ! ويتحدث بلسانهم .
3- استعانته بصور ومشاهد مؤلمة من الماضي قد عفا عليها الزمن ليحط من شعورك بقيمتك .
4- استخدامه جملاً مختصرة , ويكررها مجرد كلمة - أنتِ ضعيفة الإرادة - يكررها عليكِ مثلاً
( كلما أخفقتِ في تجربة حمية ) .
5- قوة بأسه , وطول نفسه حيث التخطيط المحكم في شن الهجمات .
6- اتجاهه للهوية عند حدوث أي خطأ سلوكي !
7- تتجادلين مع إحدى طالباتك لا يتردد أن يطلق عليكِ صفة العصبية والحمق ..
فعندما تخفق في تجارة أو دراسة يصفك مباشرة بالغباء !
اختلفت مع زوجتك كأي زوج يرميك ظلماً بأنك زوج فاشل .
هدفه الأول والأخير أن يهاجر سعادتك وتتلاشى طمأنينتك وتتحول راحتك إلى بؤس وشقاء ..
تلك سمات الإرهابي الداخلي أو ما يسمى بـ ( الناقد الداخلي )
أنت أيها الرائع أظنك عصيا على أمثال ذلك الصوت .. قارداً على تطويعه وترويضه .. وفوق ذلك تسخيره والاستفاده منه في تطوير شخصيتك وتعظيم قدراتك ومهاراتك , وهكذا
هم الناجحون أمثالك , حيث القدرة على تحويل المحن إلى منح , والدموع الحرى إلى شلالات فرح
وبحيرات أنس وسرور ..
وكم أثق في قدرتك الفائقة على تحويل
الصحارى القاحلة إلى واحات خضراء
حيث البلابل المغردة , والماء النمير ,
والفراشات الضاحكة الراقصـة ..
الاستراتيجية التي سنستخدمها سوياً مع ( الناقد الداخلي ) هي استراتيجية ( ومنك استفيد ) أعرني سمعك أيها الواثق المبدع , وحاول أن تتشرب معاني تلك الاستراتيجية التي ستقهر
معها ذلك الإرهابي الداخلي , وتصنع من نفسك شخصاً آخر ..
وإليك جملة من تطبيقات الاستراتيجية ..
# زوجي لا يحبني ويضيق ذرعاً بوجودي ..
ردُكِ أيتها الواثقة :
زوجي يحبني وأنا أحبه , فقط مزيدا من الاعتناء
بنفسي أكثر ولعلي أوفر له أجواء أكثر راحـة ..
# يا غبي قُد سيارتك جيداً ..
ردُكَ أيها الواثق :
قصدك أيها الناجح وفعلاً أنا أحتاج إلى مزيد من الحرص في القيادة ..
# لا أحد يستمع لك إذا تحدثت ..
ردُك :
أبداً هذا وهم عظيم منك فغالباً ما يكون حديثي مؤثراً , نعم قد أحتاج إلى مزيد من التأني والاعتناء بمفرداتي ومعلوماتي ..
# بيُتكِ مُهمل وممل ..
ردُكِ :
بيتي أجمل بيت , وأنا أروع ربة بيت .. سأرفع فقط من مقاييسي كعادتي في قضية الاعتناء ببيتي وزوجي ..
تلك أمثلة على تطبيقات هذه
الاستراتيجية الرائعة ( ومنك أستفيد ) ..
فقط ثق بنفسك وثقِي بنفسك ستزهر
ورود الجمال , وتثمرَ الحياة
الجميلة , ومعها سيكون النهوض إلى
مستويات أعلى من الإنجاز وتحسين
الذات .
المصدر //
افتح النافذة ثمة ضـوء
الدكتور خالد بن صالح المنيف